الأربعاء، 27 أكتوبر 2010

السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ملكوتا إلهيا في سورة فاطر ــ الحلقة الأولى ــ الشيخ والمفكر الاسلامي محمد حسني البيومي الهاشمي



السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ملكوتا إلهيا

في سورة فاطر


ملاكي فاطر.. والتاء المؤنث ... لروحي لا زمة في عالم التكوين ..

وهي مدخلي ولها أنا الهي منفطر .. ولملاكي فاطم مفطور ...

الحلقة الأولــــــــــى


قراءة نورانية في سورة فاطر


ربما يثار سؤال من عالم الدهشة لماذا البدء بالسيدة الزهراء عليها السم في الحديث عن خلق الفطرة الانسانية !! ولماذا لم يبدأ بالنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو أصل النور

وهنا الخروج لعالم ثوري جديد من قلب حالة الانفطار الخلقية

ولماذا السيدة فاطمة كانت أنثى لوحدها في عالم الملكوت والملائكة ليس إناثا ॥ ف يصدمني القول لأن الفكر الأعرابي هو الأمين على حمل فكر المجرمين من باغضي الألوهية والثورة المحمدية

ولهذا كانت القراءة التوحيدية للحقيقة الالهية والحقيقة المحمدية تقتضي الجمع بين ثورة الخالق وسر الثورة الالهية الروحية في المخلوق

المرتكز على التشكيك في عالم النور إسقاط الافساد الوثني هويتهم على الأرض

وكان البدء في الاعتراض الابليسي على الملائكة وقضية الخلق وكان السادة الملائكة المكرمين هم فقط المعترضين على الافساد الابليسي في الأرض

فقال أعوانهم الملحدين من وثنيي الجان :




{إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَى }النجم27

فقالوا ان الملائكة إناثا ... وذكر الباري تعالى في نفس السورة قوله تعالى :

{وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }النجم28 ..

وفيه كشف الهي لعرى الملحدين من الأعراب المبكرين الأشد كفرا ونفاقا .. !! شككوا بيأس أصحاب القبور فذهبوا بالتكذيب ليزدادوا كفرا ..

{إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم

مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى }النجم23 ..

وهذا ما يعاودنا لنقاش الحالة النورانية من روح أصولها ومن أصولها الروحية

لماذا الفطرة الالهية اقتضت أن تكون السيدة المباركة السماوية الروحية في عالم الملكوت والأنوار وقبيل الخلق بزمان لا يعلمه إلا هو سبحانه في علاه .. ورغم عدم ارتياحي القلبي للتحديدات الزمنية في عمق الغيب .. إلا أن جملة الروايات التي بين أيدينا تؤكد أن الخمسة المطهرون " محمد وعلي وفاطمة والخمسة المطهرون " عليهم صلاة وسلام الله وأنواره .. كانوا قبيل الخلق بخمسين ألف عام ،

وروايات منها ما تقول الى أربعة عشر ألف عام ، ومنها أيضا تقول بألفين عام .. ومفصل القول الحسم في قول النبي الأقدس محمد صلى الله عليه وآله وسلم " كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد " وهذه الرواية المختصرة مفيدة في تشخيص الخلق المحمدي النوراني قبيل خلق النبي آدم عليه الصلاة والسلام .. كان قد أعطي صلى الله عليه وآله وسلم النبوة والقرآن وبلغت حجته على الملائكة المكرمين .. وهنا في هذا المفصل بدأت حركة التشكيك الالحادية في الحديث عن أصل الخلق بعيدا عن استيعاب ثورة الروح السماوية أو بالمقاطعة لعلم الغيب والمستندات النورانية في الكتب السماوية ..

{مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }يوسف40

{قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ }الأعراف71

وهنا لازمة الحديث الموجز عن النبوة والرسالة والقرآن والملائكة وهي مفردات المصطلحات النورانية التي تعتبر التأكيد المستندي في شروحات قصة الخلق وقراءة الحقيقة الالهية والحقيقة المحمدية ॥ وإذا كانت الحقيقة الالهية لا تحتاج الى توسع في هذه الرسالة ألا أن الحوار مع الحقيقة المحمدية هي التي تؤكد كلية الحقائق الالهية في عالم النور والغيب والخلق .. وهو ما يمكن تحديده في شروحات مستندات الأصول الخلقية ... وهنا لابد من قبيل الدخول في شروحات هذه المستندات المصطلحية الفصل في القراءة المفردة في الحقيقة المحمدية في هذا المبحث لنعود بمشيئة الله تعالى في تفصيلات المصطلحات النورانية الغربية في رسائلنا المتوالية بمشيئة الرحمن .. وهنا نؤكد على مصطلح " الصبغة الالهية " في القرآن لتنشطر منها جزئيات حركة التفصيل في قراءة المصطلحات الروحية ...


{صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ }البقرة138

وهذا المصطلح لم يرد في القرآن سوى مرة واحدة توحيدية فردية لها مدلولاتها العميقة في التعبير عن إعجازية الله تعالى في صبغة الخلق .. والصبغ في اللغة والمقاصد القرآنية ودون الدخول في متاهات المفسرين نخلص أن الصبغة الالهية ـ صبغة الله ـ وهي السر الالهي في التشكيل الخلقي والروحي وعلاقة ماهيات الخلق الروحي في عالم الأجساد وعالم الملكوت وعلاقة الصبغة الأولى في نواة الكلمات ونواة النور الأولى التي خلق ربنا المتعالي منها كل الخلق وأولها العرش والكرسي والجنان والملائكة وخلق الجن والانس .. وهكذا حتى تمام الخلق الذي لا يحصى إلا في إمام مبين وهو صفحة الغيب الالهي المكنون .. ولهذا كان الجهل المتعمد من الجن المخلوقين ومن تبعهم من أشرار اليهود السامريين وأدوات الكفر الأعرابي ذهبوا الى المذهب الالحادي في التعريف الاصطلاحي الروحي في المصطلحات الخلق .. وسواء كان هذا التفسير الاصطلاحي المزيف عن جهل أو قصد مكرس ، فهو يعبر عن ثورة الحادية على الحق الالهي وهو " الصبغة الالهية "

{وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ انصَرَفُواْ صَرَفَ اللّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُون }التوبة127

وهنا يؤكد ربنا تعالى في سورة فاطر على مجمل الوعي النوراني للمصطلح الخلقي لندرك لماذا ذهب هؤلاء الملحدون الأوائل لتسمية الملائكة تسمية الأنثى


من عالم روحي مهيب تجلى فيه ربي وخالقي وصانعي الأعظم .. أسجل على الدوام بروحي كلمتي ولا أبالي .. أقدم فلسفتي ورؤيتي ثورتي ولا أبالي .. وأقدم قلمي المجدد صرخة في وجه الجهل في عمق التاريخ ولا أبالي .. ومن ساعتي أسجل لكل أقماري كلمة وفاء عسى بنعمة ربي تعالى أحدث .. في ثورتي وبين سطوري سجلت يا سادة قوم وقار أمتي لكم ورقتي الثورية في علم آت متجدد في ثورة جدي بسربال نبيي محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. وهذه ثورة " المصطلح القرآني " أضع بها بمشيئة الهي القادر روح تجديد معاصر لزمان أقبل وشيك ..

وأدبر خلفه كل سوء المنقلب والحالة .. ولم أجد مكن ساعتي وكل ساحتي سوى محور حبي واشتعالي حبي نبيي في العالمين وبضعة نور نبيي وجدي الأقدس محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. انها رمز الوجود في الوجود الروحاني المتأصل في دمنا والى دمنا .. ومن نخاعنا حتى نخاعنا .. نسجل بأمرك الهي ولا نبالي بكيد العدا ولا نبالي .. نسجل صرخة نور من عالم سافل لا يفهم غير لغة المقامرة .. لأضع مفخرة مصطلحي الثوري ورمز قلب ثورتي وثورة جدي علي عليه السلام .. انها كلمة السر في ثورتنا الآتية المهيبة هي " فاطمة بنت محمد " صلى الله عليه وآله وسلم وعلى روحها القدسية الطاهرة عظائم الصلوات والتسليم عدد خلقك الهي ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك ( صبغة الله ) :


( ومن أحسن من الله صبغة ) : ( ونحن له عابدون ) :

ثلاث محاور فيها تأصيل نور وعبودية لمفخرة إلهية عظيمة في صنع الله ونوره تخرج المعجزات الالهية من فلذة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. وعندما سجلت أنا عبد الله ورقتي في موقع أمة الزهراء الأول في الأرض المقدسة .. فكنت أريد به وضع الثوابت لروح النهضة بأبجديات الوعي الروحي في عالم نهضة مقبلة تنتهي وتختم من روح المهابة العلية .. وكرم الله وعطاءه في قلب نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. وفاطمة بنت نور الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله هي الملكوتية الخامسة في سلم الولاية الالهية .. وتاجا وفخرا بين عباد الله المتعالي من أنواره البهية .. وهنا السؤال ين الجمع يقال : ولماذا فاطمة الزهراء عليها السلام أنثى مخلوقة بين الرجال الملكوتيين .. وهي نور الخمسة المطهرين الأزليين .. فأردد من ساعتي وأردد بجمعي وأركاني أسجل طاعتي لله وشكرا للمتعالي علينا وصاحب الفضل .. انها صبغة الله الأزلية .. في ملكوت مقدس ونبع النور العلوي .. لتجيء سر هذه العظيمة من نبي الأزل المختار كريمة لله تعالى .. في عالم أعرابي مذموم إذا بشر بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم .. يريد الله تعالى أن يعلي صوت نوره الأزلي في فاطمة الزهراء عليها سلام الله في العلا .. لتكون الاجابة في ملاك ملكوتي طاهر .. يصنع الله الخالق الصانع العظيم فيها سره ونبع نوره وخلقة .. ومن قلب القرآن كلام الله المنزل .. نورا لأعي وأدرك حقيقتي منذ بدايتي في مشروع الثورة :

أن سر هذا الامتداد المحمدي لم يكن في رجل يمتد من عقب النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ليسجل الله تعالى لخلقه المعجزة في واقع يباهي بالرجال وبالنساء يزدري عقله في رؤية للخلق وصبغة الخلق مقيتة .. فكانت فاطمة الزهراء روحها روحا عرشيه .. تجيئ من كلمة الله .. وصبغته المتعالية صرخة في وجه كل الثقافة الأعرابية .. والأعراب الأشد كفرا ونفاقا صرخة أنثى ملكوتية تدرك ذاتها وكما تدرك مهماتها الخلقية من قلب عالم الملكوت .. صرخة أنثى مصبوغة بلون القداسة في عالم ملكوتي مهيب ॥ وقد ذكرت من قبل في نثري ..


" أمي فاطمة يا سادة كون ملاكا ذكرا .. فلا تسموا الملائكة تسمية الأنثى .. "

جاء بها إلهنا القدوس هدية للخلق ونبع للنبوة تتفجر وسربال مداد رابط بين النبوة والولاية ومدادا في حبل الله المتين ॥ ولاية يتولي بمداد الرحمة رحمتك يا الله علينا ظلا ظليلا ووجاء وسربال رأفة ومن نور كل مؤنث في ملكوتيك إلا وجعلته لنا ظلال رحمة في ملكوتيتك العظيمة فاطرة لنا ومفطورين بها من ثمرة مداد نبوتك القديس العظيم في ملكوتيتك العظمي يا إلهنا يا ملك الملوك وعظيم فوق كل عظيم انزل نورك في ملكوتك العظيم على نور نبينا وعلى ملاكك العظيم في حضرتك الملكوتية الصمدانية العظمى سربالا من نور جلال نبيك على ثورتنا وعلى روح الجلال ملاكك فاطر .. واجعلنا بصبغتك في مصبوغين على نور عبوديتك

وممتدين ممتنين نورا من عالم قدرتك وصبغتك

( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة )

انها فاطمة الزهراء القادمة من خلاصة ملكوتك محمد صلى الله عليه وآله وسلم وصالا معظما من عالم ملكوتيتك الى تمام نور الحقيقة المحمدية الأزلية

واجعلنا إلهنا القدوس يا مالك الملك من تمام ملكوتيتك المكنوز في هذه الحقيقة المحمدية النورانية والخمسة الملكوتيين العظام في خلقك أصل النور وأصل الصورة الوحدانية وأصل كل الصور المخلوقة فاجعل إلهنا العظيم من وحدانيتك لنا أنسا في ثورتنا الوحدانية أنسة يارب الناس العظيم في فلسفتنا الانسانية التي تسكن عمق ثورتنا نباهي بنورك الأعظم عنوانا في وجه كل الملحدين نورا لمن أراد نورك في فلسفتنا الانسانية التوحيدية الملكوتية .. ونار حرب على شبكات الاضلال المنهجي الخادم لسياسات الدجال الوثنية .. لا نبتغي الهي القدوس من ساعتي ومن فجري سوى لباس نورك على اصباحة هامتي توحيدا وعنوان ثورة ..


ويا ثورة فاطرة الرحمة ॥ ويا ملاك الهي المخلوق في قلب الخمسة المطرين وهم جاهك العظيم وحقك العظيم في عالم الخلق الأول فاجعل الخمسة خمسة أنوار نرتكز بها في ثورتنا الأولى والخاتم نختم بختم المسك محمد وحروفه النورانية الأربعة التي خلقت منها ملكوتك الأول الجامع لكل شرائط العبودية في ملكوتيك فأنت إلهنا العظيم ملك الملوك ونعم النور الأول محمد صلى الله عليه وآله وسلم خلقتنا من أنواره فكنا أربعة وكان أصل نورنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكان من نور الميم يزرع لنا الرحمان الباري العظيم نورا باغ في الثقلين فاطر مفطورا على الرحمة فكانت فاطرة هي الرحمة على كل أخواتها من أقمار أنوارك التي توجتها بالشمس المحمدية على هاماتها فكنا من أصلابهم وعلى أثر أئمتنا أنوارا مسكونة في عالم سبحاتك يا إلهنا يا مالك الملك ويارب كل شيئ ومليكة ..


فاجعل من فلسفتي المنظورة في هذا العالم من اسم نورك البازغ من قلب شمسنا المحمدية مؤنث رحمة من قلب نور الرحمة المهداة .. فجعلت التاء لنا وهجا وثورة رحمة وإنسانية من قلب مصطلحات الرحمة ف كلية أسمائك وصفاتك العلية لتكون ظلا وانسه لفلسفتنا الانسانية لتقر سفينتنا وثورتنا رحمة على حركة الخلق .. في عالم يغطيه سوء المحاولة النقيضة وثورة على شكل كلية الفكر الأعرابي الذي يحمله الدجال السامري مادة في إفساده ودجله وأساطير زيفه .. وامحق بنا إلهنا القدوس كل مجد زائف رجيم واجعلنا الهي من لحظتنا ومن ساعتنا حملة ثورة رحمة . .. وحملة ثورة رأفة .. فنحن الهي نعشق حرف التاء ورمز التأنيث على هامتنا ملاكا في ملكوتية جعلت في سره وطيات أنواره سكنا .. فجعلت الهي كما علمتني اكتب من فجري وكل فجري ومن تمامي وكل تمامي مجللا بنور ملاكي فاطم .. فاطر على ضيائك فيه منفطر ومفطور على شاكلة حبي وقدسي من نورك محمد صلى الله عليه وآله وسلم حامل نور الملكوت ، فكان ملكوت السموات والأرض اسمه .. محمد صلى الله عليه وآله وسلم حامل سر التوحيد والألوهية وكان ميلاده البشري بشارة على لسان وخطاب كل الأنبياء والمرسلين الآتون قدامه ..

قال السيد الجليل عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام :

[ وفيما أنتم ذاهبون بشروا قائلين : اقترب ملكوت السماوات ] [ متى : 10: 7 ]

[5هؤُلاَءِ الاثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً:«إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. 6بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ. 7وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ. 8 ]

[ إنجيل متى : الاصحاح : 10 : 5ـ8 ]

يقول يوحنا في الانجيل :

[ و الكلمة صار بشرا ، وخيم بيننا ونحن رأينا مجده ، مجد ابنه الوحيد ( عبده الوحيد ) عند الآب ( أي الرب ) هذا الذي قلت عنه الآتي بعد\ي متقدم علي لأنه كان قبل أن أوجد " فمن امتلائه أخذنا جميعا ونلنا نعمة على نعمة ]

[ إنجيل يوحنا : 1: 14ــ 17 : التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص 2169 ]

ويقول السيد المسيح عليه السلام :

[ يشبه ملكوت السموات بكنز مطمور ـ مخفي ـ في حقل ، وجده رجل فعاد وطمره ومن فرحه ذهب وباع كل ما يملك واشترى ذالك الحقل ]

[31قَدَّمَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ قَائِلاً:«يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ حَبَّةَ خَرْدَل أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَزَرَعَهَا فِي حَقْلِهِ، 32وَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ الْبُزُورِ. وَلكِنْ مَتَى نَمَتْ فَهِيَ أَكْبَرُ الْبُقُولِ، وَتَصِيرُ شَجَرَةً، حَتَّى إِنَّ طُيُورَ السَّمَاءِ تَأْتِي وَتَتَآوَى فِي أَغْصَانِهَا». 33قَالَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ:«يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا امْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا فِي ثَلاَثَةِ أَكْيَالِ دَقِيق حَتَّى اخْتَمَرَ الْجَمِيعُ». 34هذَا كُلُّهُ كَلَّمَ بِهِ يَسُوعُ الْجُمُوعَ بِأَمْثَال، وَبِدُ[خونِ مَثَل لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ، 35لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ:«سَأَفْتَحُ بِأَمْثَال فَمِي، وَأَنْطِقُ بِمَكْتُومَاتٍ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ». ]

[ إنجيل متى : 13 : 31 ـ 35 ]

[36حِينَئِذٍ صَرَفَ يَسُوعُ الْجُمُوعَ وَجَاءَ إِلَى الْبَيْتِ. فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ:«فَسِّرْ لَنَا مَثَلَ زَوَانِ الْحَقْلِ». 37فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:«اَلزَّارِعُ الزَّرْعَ الْجَيِّدَ هُوَ ابْنُ الإِنْسَانِ. 38وَالْحَقْلُ هُوَ الْعَالَمُ. وَالزَّرْعُ الْجَيِّدُ هُوَ بَنُو الْمَلَكُوتِ. وَالزَّوَانُ هُوَ بَنُو الشِّرِّيرِ. 39وَالْعَدُوُّ الَّذِي زَرَعَهُ هُوَ إِبْلِيسُ. وَالْحَصَادُ هُوَ انْقِضَاءُ الْعَالَمِ. وَالْحَصَّادُونَ هُمُ الْمَلاَئِكَةُ. 40فَكَمَا يُجْمَعُ الزَّوَانُ وَيُحْرَقُ بِالنَّارِ، هكَذَا يَكُونُ فِي انْقِضَاءِ هذَا الْعَالَمِ: 41يُرْسِلُ ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ الْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي الإِثْمِ، 42وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ. 43حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ.

33قَالَ لَهُمْ مَثَلاً آخَرَ:«يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ خَمِيرَةً أَخَذَتْهَا امْرَأَةٌ وَخَبَّأَتْهَا فِي ثَلاَثَةِ أَكْيَالِ دَقِيق حَتَّى اخْتَمَرَ الْجَمِيعُ». 34هذَا كُلُّهُ كَلَّمَ بِهِ يَسُوعُ الْجُمُوعَ بِأَمْثَال، وَبِدُ[خونِ مَثَل لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ، 35لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ:«سَأَفْتَحُ بِأَمْثَال فَمِي، وَأَنْطِقُ بِمَكْتُومَاتٍ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ». ]

[ إنجيل متى : 13 : 33: 35 ]

[«لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ. 14 ]

[ إنجيل متى : 23 : 13 ، 14 ]

[1وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ، فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلاَمِيذُهُ. 2فَفتحَ فاهُ وعَلَّمَهُمْ قَائِلاً: 3«طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4طُوبَى لِلْحَزَانَى، لأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ. 5طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ. 6طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ. 7طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ. 8طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ. 9طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ. 10طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 11طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ. 12اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ. ]

[ إنجيل متى : الاصحاح : 5 : 1ـ 12 ]

كتابنا : البشارة بالنبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الانجيل والتوراة "

وبهذا نختصر مصطلح " ملكوت السموات والأرض " في التوراة والانجيل " لندلل على وجهتنا وفلسفتنا النورانية وهو أصل النور وأصل الخلق .. وقد ذكنا في كتابنا (الأزمة الروحية والثورة الروحية ) قبيل خمس وعشرين عاما : " وفي فتاوى الشيخ البلقيني وشفاء الصدور لابن سبع :

عن علي عليه السلام : عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال :

" يا محمد وعزتي وجلالي لولاك ما خلقت أرضي ولا سمائي ، ولا رفعت هذه الخضراء ، ولا بسطت هذه الغبراء" .. وروى الديلمي في مسنده عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :

" أتاني جبريل فقال : يا محمد : ان الله يقول لولاك ما خلقت الجنة ، ولولاك ما خلقت النار ]

وروى سلمان الفارسي " أبو عبد الله ابن الاسلام رضي الله عنه :

" هبط جبريل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : " ان ربك يقول لك :

[ ان كنت اتخذت إبراهيم خليلا .. فقد اتخذتك حبيبا ، وما خلقت خلقا أكرم على الله منك ، ولقد خلقت الدنيا وأهلها لأعرفهم كرامتك ومنزلتك ، ولولاك ما خلقت الدنيا "

الصالحي الشامي : سبيل الهدى والرشاد في سيرة خير الهد\ى والعباد : المجلد 1 / 75 = توسعنا في الموضوع في رسالتنا الطويلة بعنوان " خلق الله آدم عليه السلام من أجل محمد وآله المطهرين عليهم الصلوات والتسليم "

وفي هذه المداخلة الكريمة حملنا جملة من الدلالات لنؤكد قيمة المصطلح القرآني " ملكوت السموات والأرض " بأنه دلاله الاشارة على خلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو الأسبق في الخلق ومن اجله ونوره المعظم خلق الله كل شيئ ..

ولهذا كان الخمسة النورانيين الملكوتيين هم صدارة النور الالهي المخلوق من عالم الأزل .. أنار الله تعالى في علاه منهم كل أنواره في خلقه .. وكانت نواة الرحمة المحمدية تسكن روح الملاك العظيم المسبح في ملكوت الله تعالى " فاطم " " فاطر " نواة فطرت مسكونة على الرقة فكانت منها تاء التأنيث الأنسوية المخلوقة في عالم البشر فكانت خير النواة الأنثوية الرحمانية فأسكن فيها الحنو والمودة .. ترمز بالزهراء كما سماها الخالق الباري المصور في عالم بهائه وملكوته .. تزهر نورا ورونق بهي فيه الأنسة وروح الجمع وصبغة الموادده في هذا الجمع النوراني الملكوتية .. فكان فاطمة بإضافة التاء اللازمة لحركة الخلق هي فاطمة الزهراء عليها سلام الله وأنوار بمقام الأم الحنون على هذه الأملاك الملكوتية العظيمة .. ولهذا أطلق عليها صفة " الزهراء أم أبيها " أي أما رحيمة ودوده على شمس هذه الأنوار الملكوتية " محمد " صلى الله عليه وآله وسلم وأما الأمير علي وريث النبوة وباب العلم الالهي فكان لها زوجا لتتحول تاء التأنيث في فاطرة " فاطمة " بروحيتها الأنسوية الخلاقة مفطومة عن الرجس وكل أشكال السوء التي بذرها عدو الأرض والانسان الشيطان الرجيم علبيه لعنته تعالى الى يوم الدين .. جائت فاطمة الزهراء عليها سلام الله وأنواره نسخة شبيهة بالشمس الملكوتية المحمدية وأبنائها هم الأشبه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. " انها مباركة الرب العزيز المتعالي " الملاك فاطر العظيم في ملكوت الله تعالى الأول .. " فاطمة الزهراء " عليها سلام الله تعالى .. وقالت القديسة الهارونية عليها السلام :

{فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ }آل عمران36

فكانت مريم العذراء المقدسة في عالمها وزمنها جليلة ملكوتية وسيدة عالمها ، وكانت مريم حظوة وخطوة نور تتقدم كشف السر والتهيئة الرسالية الخاتمة لسيدة نساء العالمين في الأولين والآخرين فاطمة الزهراء بنت محمد عليها الصلاة والتسليم .. انها ثورة فاطرة الملكوتية حبيبة العرش المقدس في عالم الملكوت المهيب .. وسيدة نساء العالمين في الأولين والآخرين .. نور ملكوتي مهيب متجدد في عالم الخاتمة البداية ... من قرآن الله المعظم اكتشف من ساعتي وكل ساعتي مقدمتي الثانية لثورة النبوة المحمدية وأسرارها الروحانية الممتدة من بضعة الرسول الأعظم في ملكوت السموات والأرض صلى الله عليه وآله وسلم ثورة عز قادمة .. تنبع في طياتها قلوب نورانية جامعة خلقت من نواة النور العلوي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ... لتتأكد حالتنا النورانية على قاعدة إلهية صارخة في العطاء الالهي والروح والثورة الأكيدة ..

{ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } : النور35

وتشاء القدرة الالهية أن يكون المصطفون الأخيار لهم من طينتهم وأنوارهم من يصدقون .. وشيعة نور وصفاء قلب متبعون .. ولهذا كانت فاطمة الزهراء عليها سلام الله قبس من نور الله المتعالي تفجر ينبوعا إلهيا محمديا معبرا عن جوهر عالم الملكوت المحمدي .. لتكون لنا من قلب هذه السورة القرآنية المباركة صورة مجد متجدد حتى يوم القيامة وعالم المحشر وجنان الله .. فجر ينبوع لوعي جديد في صباحي هذا متجدد لعمر ثورتي الأكيدة الآتية ... ولهذا التوجه الأكيد ينبوعه من وعد الله تعالى :

{وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }الروم6

كان مصطلح العشق الالهي وفاطمة الزهراء " الذي سجلته بروح من الهي المعطي المغيث يفرز محاولة لكشف لون الصورة في الصبغة الالهية لهذا العالم الملكوتي المهيب والجليل في بعثه وصورته الربانية عشقا وفلسفة نورانية ليس لها مثيل في تاريخية الخلق الأزلي والاصطفائي ... يتجاوز صورة السوء الأعرابية الجاهلية وهي الأشد كفرا ونفاقا على مستوى التاريخ الانساني والبشري ..

والمشطوبة وشيكا في زمان وعد الآخرة .. انها ومضة مباركة ألهنا القدوس " فاطرة الزهراء " مباركة الملكوت وسيدة نساء الملكوت الأعلى و بنت سيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. بنت الأصول .. وبنت الساجدين تفرز في ثنايا روحيتها الملكوتية .. ذكرانا أبطال أحرارا في عمق هذا التاريخ .. ومن عمق التاريخ الأزلي الممتد الى يومنا هذا .. إنهم الأسباط المحمديون الاثنى عشر خليفة صنهم الباري تعالى في علاه وفي غيبه ليكونوا لعباده نور خاتمة وهدية للصالحين وهدايته لكل الحيارى في زمن الفتن يعودون .. وفي مقدمة السورة المباركة " فاطر " أكتشف نور الفطرة في خلق الله تعالى متجدد .. فيها يحمد الله تعالى ذاته لعظمته في خلقه ويعظم جلاله لندرك ثنايا الحمد لله جملة في مقاطع كلم القرآن .. وهي سر الله في الوجود .. وهي توصيف ( صبغة الله )

{ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً } : { وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ }البقرة138

لنعبده تعالى في علاه على نور وبهاء وعظيم في خلقه .. وفي نور خلقه نكتشف نوره وإعجازه .. ليكون خلقه نورا في ملكوته أنوارا بهية .. في أملاك بهية يقصر العقل المحدود عن توصيفها وحمل أمانتها العظيمة :

{الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً }

وأسبغ على هذه المخلوقات المكنونة سر الرسالة التوحيدية في عالم الخلق لتكون بالمصطلح المعاصر [ نظرية الخلق ] في أصول نور الله تعالى وصبغته وثورة الكرامة " تتحدد في نور متجدد تسقط الوعي المزيف حتى في

( مصطلح الانسانية ) التي أصبحت في زمان الردة الأعرابية مصطلحا وعقيدة ودين مفرغ من روح الثورة التوحيدية .. لنكون مؤكدين في صورتنا البهية .. مصطلح ( الانسانية ) مصبوغ في ( ثورة توحيدية ) وعالم ملكوتي مهيب .. وأن مصطلح الانسانية الملكوتي هو النقيض لكل الأفهام القاصرة في عالم العجب الالهي المهيب الجانب .. { جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً } فكيف الهي تكون الرسالة وكيف يكون الملائكة رسلا في عالم النور العلوي بلا دنس في أسبابه .. وبلا رجس في مركباته .. ولهذا نفهم السر في صنع الله تعالى وصبغته :

{ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً } : { وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ }البقرة138

أي وضع الله تعالى عجيب صنعه في هذا النور الملكوتي الأول .. { أُولِي أَجْنِحَةٍ }

وفي المصطلح القرآني الجديد { الأَجْنِحَةٍ } في القرآن له عالم أسرار في اللغة وفي لغة الملكوت معاني ومعاني أخرى جليلة .. سيفصح عنها ولي الله العارف وخليفته الثائر المهدي المجيد عليه سلام الله تعالى في ثورة آتية وبروحية قادمة وشيكة :و

[ الأجنحة ]

في وعينا الروحي هي الحاملة لهذا النور الالهي وروعة القيم الالهية وأخلاق الله الحميدة وهو العزيز الحكيم .. وفي لغة القرآن والفصحى

[ الجنوح ]

هو الخضوع عن الرغبة والاستسلام برغبة ودية وغير قهرية .. والاستسلام للقلب بعوامل البراءة ووعي الحقيقة .. والجنوح للشيء هو الرغبة الروحية والقلبية فيه ..

وفيه أيضا جنوح السلم والرهبة .. وجنوح الثورة النقيضة الباطلة

{وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }الأنفال61

هذه هي إنسانيتنا الملكوتية الرهيبة من روح الله تعالى .. وفي مصطلح الله تعالى في القرآن ترسم ثورتنا العقائدية لنور التوحيد والكمال الالهي لنا صبغة وصورة تكشف عن صنع الله تعالى وصبغته : [ للسلم ] أي لاسم الله تعالى [ السلام ] في هيمنة على القلب ورهبة منه تعالى على هذه الروح الطاهرة المخلوقة :

{صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ }البقرة138

( السلام المؤمن المهيمن ) ثلاث أسماء من روح الله تعالى يصبغ بها الله المتعالي نور خلقه .. لتكوّن نور الفطرة الجديدة .. نور طلعة بهية في الخلق .. وروح إنسانية مخلوقة تربط ثقافة المخلوق مع نور الخالق البهي وهي الثقافة السماوية : { أُولِي أَجْنِحَةٍ }

وهو العالم الملكوتي المخلوق المهيب ، له أجنحة وهي صورتان في صورة واحدة .. الصورة الخارجية للنمط الخلقي العظيم المهابة والصورة الرقيقة الودودة في هذا المخلوق النادر في الرقة والمودة ..

ومن عالم اللطف الالهي العجيب في لطفه .. فكانت هذه الأنوار الأولى في العالم الملكوتي [ ملائكة الصفوة ] وملكوتا فيه سر الخلق والمعجزة .. وفي الأحاديث النبوية المشرفة ما يفيد كمالية الصورة في تبيان المصطلح ..

في كشف سر الله الأزلي في ثورة الخلق أو ما يعرف في يومنا بمصطلح " نظرية الخلق أو النشوء والارتقاء " وهي نظرية تتنازع ذاتها بين الامتداد والجنوح لأصل النور المخلوق ، وهو الوعي لمفهوم ( صنع الله ) ، ( صبغة الله ) أي نظرية

( صبغة الله في الخلق ) في مواجهة النظرية المادية الغارقة في الوثنية .. وتشبه الخالق بالمخلوق الى وعي متدني في العقل المادي الوارث لمفاهيم الشرك والوثنية لتوصيف المصطلح العاجز ( أصل الخلق قردا ) وهذا الوعي الماسوني الالحادي هو خلاصة الفكر الأعرابي الماسوني الالحادي .. ليس غريبا في عالم عاجز عن الوعي الادراكي لنور الله تعالى .. وبدلا من رد النور الى النور وعالم الملكوت الى مالك الملك تبارك الله رب العالمين .. أسقط النور في تحليل غايات الخلق المدركة .. وأحلوا قومهم دار البوار ..

وهذا الوعي الفريسي الوثني الأعرابي الوجه والأصول كان يطرح أنموذجه المتمرد على القيم التوحيدية قدما باتجاه تأليه الذات الفانية والفردية المخلوقة على الوحدانية الخالقة .. وهذا هو الوعي الفريسي الوثني في مواجهة الأنبياء السادة عليهم السلام يقدم محاولته لتدمير المحتوى النوراني الالهي التوحيدي لحساب النورانية الابليسية الأعرابية .. وطرح التقدمية في واقع غربي ناشئ بعيدا عن المواطن الحقيقية للرسالات الالهية والتي تكشف سوآت بواعث الالحاد الماسوني الأعرابي الأكثر والأشد نفاقا وكفرا !! وتشويه ملامح الثورة التوحيدية وتغطيتها بثقافة المؤامرة التي تشغل الأمم عن كشف سر أصول المؤامرة الالحادية المعادية من أساسها لثورة العالم الملكوتي المحمدية وهذا هو أصل الصدام بين خطي النور الالهي المحمدي وما تبعه من الأنبياء والرساليين والأسباط المحمديين في مواجهة الثقافة الأعرابية المرتدة والمتمردة منذ حركة النور الموسوية وثورتها التوحيدية .. والتي ستمد عبر رسالة السيد المسيح ختام المسك في تجربة أنبياء بني إسرائيل المكرمين حاملة نور البشارة الى العالم كما اشرنا له في موجز المدخل ..

{ أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }فاطر1

ولهذا تجيئ نظريتنا المقدسة في رؤيتنا التحليلية القرآنية لنور الخلق وأصل الخلق لتكشف عن روعة خلاقة في الخيارات الالهية الملكوتية النورانية والتي افسد حركة تواصلها نحو الأمم حثالات الرويبضة في المجامع اليهودية في الحرم المقدس في فلسطين المحروسة .. وهي نظريتنا القدسية في قراءة أصول الخلق المفطور على الفطرة والطهارة النورانية البحتة .. ونور القداسة الالهية به أتينا وله ختامنا ومآلنا ..

روح إنسانية مخلوقة من نور الله تعالى لا تجنح برقتها الوردية المرهفة إلا للسلم الالهي الرافض لكل أشكال الظلم الفادح على نظرية الثورة الالهية وهي منظورنا في ثورة وعينا الروحي الخارق والممتد في الأرض بلا حدود ..

{ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً } ..

وهي نور الفلسفة لنظرية نبني عليها نظريتنا ومنظور القداسة في وعينا .. مبنيا على الاعتراف الكلي بالفضل لخالقنا العظيم وبارئنا المتعالي .. وفي اللغة

{ جَاعِلِ } : أي مكون وهو الباري تعالى في علاه . .

فلسفتنا الروحية في زمن التحدي الخاتم تستلهم الفطرة الأزلية تاجا على عقلنا الروحي المسكون في قلوبنا وليس في رؤوسنا الشكلية.. وهنا يكون القلب الجوهر المفطور في قيم الخلق من حركة النور المخلوقة والراسخة على فكرة الجنوح المخلوق نحو الباري في علاه .. ولهذا بمشيئة الله سنقدم صورة لائقة لمفهوم مصطلح " الجنوح " والأجنحة في القرآن الكريم " :

يرتكز في رؤيته على نبع الأصالة والمفرد الالهي المنبعث من روح القداسة :

{ أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ } وهو نمط عددي يكشف عن عالم القدرة في توصيف المصطلح ( الجنوح ) و ( الأجنحة ) وفيها سر الجنوح والامتثال اللطيف لعالم القدرة الالهية .. والقراءة القرآنية والصبغة ( صبغة الله ) : تؤكد دائما وأبدا على الجوهر في تقييم الصورة والصبغة المصنوعة : والجوهر لا يلامس بروحيته سوى ( القلب ) أو ما عرفناه في قرائتنا المصطلحية :

( العقل الروحي ـ العقل الروحاني ) : أي عقلنة العقل بالعقل الروحي : فتجعل الروح العقل روحانيا منجذبا لعالمه الأساس وهو عالم الملكوت .. أي يكون منجذبا نحو الحقيقة المحمدية في عالم الأنوار العلوية والعرشية .. وهنا تجليات قوله تعالى : {صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ }البقرة138

اكتشاف الروح بالعقل الروحي لتفهم المعاني الانسانية السامية ..

ومصطلح الجنوح يحمل في مكنونه الحنو والتودد واللطف في ذراته وكيانه .. الى نور القوة وروح الله تعالى الجذابة .. وهذا العالم الملكوتي الأول رغم محدوديته العددية .. تمحورت هذه الأعداد ( مثنى وثلاث ورباع ) وهم بالجمع اللطيف : الأمير علي عليه السلام وأميرة الخلق فاطمة الزهراء والامامين السبطين الحسن والحسين .. والخامس هو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم

" أنا أبوهم وعصبتهم "

وهنا أصل الجنوح وأصل المصطلح الكامن في الحقيقة المحمدية والأنوار الأربعة : مثني وهي عدد مركب في هذه التعددية اللطيفة هما : عليا وفاطمة عليهما السلام المثنى النوراني المتلاحم والمشترك في لطائفة في عالم الجنوح اللطيف والملكوتي .. وهو الذي سيفرز منه الباري تعالى أنوارا تتوارث الحالة المستمرة لتشكل كمالها الاثنى عشر وهو قوله تعالى :

{ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } : فاطر1

وطيات هذه القلوب النورانية وصفحاتها اللطيفة القادرة على استلهام كلية المعاني الالهي بشكل معجز ومهيب [ لوح محفوظ ] مخلوق في هذه القلوب و ألأنوار الملكوتية يكون قادر على اكتناز كل شيئ من علم الله تعالى وإحصاءه بشكل دقيق في عالم لطيف شفاف ..

وعندما سأل الصحابي الجليل وولي الله العارف " جابر بن عبد الله عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله "

( بأي شيئ بدأ الله تعالى الخلق ) ؟؟ فقد هداه الله تعالى في السؤال لتكون الاجابة فلسفة : " لثورة روحية معرفية متجددة " من روح الاجابة المحمدية الخارقة : " يا جابر أول ما خلق الله تعالى في الخلق نوري وخلق كل شيئ من نوري " الحديث بطوله في المصادر الاسلامية . أي أن هذا العالم والسر الالهي كان كنزا مخفيا فجعله الباري جل في علاه لنا نورا وسرا مكنونا في عالم القدرة الالهية لا يمكن استيعابه والخضوع إليه لقوة عالم الجذب النورانية والروحانية المهيبة إلا بروح لطيفة وغاية في اللطف .. فكان أول هذا الخلق وهذا العالم الملكوتي المهيب هو نور نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. ومن حروفه الأربعة المقدسة النورانية المحمدية ( مثنى وثلاث ورباع ) ..

" .. روى عبد الرازق بسنده عن جابر بن عبد الله بلفظ قال: قلت: يارسول الله بأبي أنت وأمي، أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء, قال يا جابر إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جني ولا إنسي, فلما أراد الله أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء فخلق في الجزء الأول القلم ومن الثاني اللوح ومن الثالث العرش ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء فخلق من الأول السماوات ومن الثاني الأرضيين ومن الثالث الجنة والنار ثم قسم الرابع أجزاء من الأول نور أبصار المؤمنين ومن الثاني نور قلوبهم وهي المعرفة بالله ومن الثالث نور إنسهم وهو التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله ) كذا في المواهب (3)

(3) كشف الخفاء للعجلوني ج1/ 310 رقم 827

فهو عليه السلام محطم الأغلال وقاتل الظلمة، والمستغلين، وقاهر المستكبرين، وهو حديث النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين لعلي أمير المؤمنين عليه السلام :

" يا علي بنا فتح الله الإسلام وبنا يختمه، بنا هلك الأوثان ومن يعبدها، وبنا يقصم كل جبار وكل منافق، حتى إنا لنقتل في الحق مثلما قتل في الباطل، يا علي .. إنما مثل هذه الأمة مثل حديقة أطعم منها فوج عاما، ثم فوجا عاما، فلعل آخرها فوجا أن يكون أثبتها أصلا وأحسنها فرعا، وأحلاها جنىً، وأكثرها خيرا، وأوسعها عدلا وأطولها ملكا، يا علي .. إنما مثل هذه الأمة كمثل الغيث لا يدري أوله خير أم آخره، وبين ذلك نهج أعوج لست منه وليس مني يا علي . وفي تلك الأمة الغلول والخيلاء وأنواع المثلات، ثم تعود هذه الأمة إلى ما كان خيار أوائلها .. الحديث " (4)

(4) كنز العمال ج16/ 193

والسؤال لأمير المؤمنين عليه السلام قال

: قلت: يا رسول الله .. أمنا المهدي أم من غيرنا؟ فقال: "لا بل منا يختم الله بنا الدين كما فتح، وبنا يُنقذون من الفتنة، كما أنقذوا من الشرك، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة كما ألف بين قلوبهم

بعد عداوة الشرك. وبنا يصلحون بعد عداوة الفتنة إخوانا كما أصبحوا بعد عداوة الشرك إخوانا" (1)

(1) الحاوي للفتاوي ج2/ 61 = عقد الدرر ص 31 = المعجم الأوسط للطبراني ج1/ 56 رقم 157= مجمع الزوائد المجلد 7/ 616 رقم 12409 ، المجلد 7/ 317 = تفسير فرات الكوفي ص 367

.. " إن بنا أهل البيت يفتح ويختم" (2)

(2) مجمع الزوائد 9/ 163 = الحاوي للفتاوي ج2/ 61 = ينابيع المودة 2/ 6، 133 = الصواعق المحرقة ص 163، 237 = ارتقاء الغرف ج2/ 225 رقم 263

(3) نور الأبصار 277 = الحاوي للفتاوي ج2/ 61

فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو رشاد الفكرة إلى عالم الثناء والشكر لله رب العالمين .. الى ثلاثية الخلق ورباعية الحروف النورانية .. وكل مصطلح الهي نوراني وإجابة وكنز مخبوء يحتاج الى إجابة .. ولهذا كان الختم في الصورة المجنحة لله تعالي والخاضعة لكبرياء الله المتعالي الجليل في جلاله هي الرقم الرابع وهو حرف الدال في اسم محمد ، أحمد .. والثناء فيها تأكيد الدلالة في ثورة الحمد الالهية : ..

وقد ذكرنا ذلك في مباحثنا في قراءة :

مصطلح الحواميم في القرآن ..

و" رباع " : أي حروف التمام الأربعة التي فيها سر النور والخلق " محمد ـ والميم فيها الوهبة الالهية في سر الوهاب للخلق والنعم .. وفيها روح التمام والكمال الالهية ــ والحاء ــ جارية فيها مساحة الحمد الأزلية وهي دالة الشكر المحمدية ــ والميم الثانية ـ ماء النور المخلوق الذي أحيا الله به تعالى كل الخلق .. وهو أصل الحياة ـ وأول الماء النور ولآخره النور في نظرية الله المعجزة في الخلق ـ والدال الخاتمة هي دال الدلالة والثناء نحو أصل النور ، وانبثاق حالتنا التفسيرية و انبثاق حالتنا التفسيرية ورؤيتنا الالهية في كشف نظرية الخلق الالهية النورانية في مواجهة " نظرية الخلق الظلامية الابليسية المبنية على الدم والظلم والاستكبار العالمي على كل المفاهيم التوحيدية وأمام هذا الانحراف السوداوية عبر التاريخ يبق الله تعالى لنا نوره أصلا لكل نظرياتنا التفسيرية ومحاولاتنا نحو تنوير الأمم " وخلق كل شيئ من نوري " وكفانا بنور محمد صلى الله عليه وآله وسلم أصلا وظلا إلهيا لكل فلسفة توحيدية تغلق باب كل السفلة الأرضيين وفلسفاتهم الالحادية القائمة في كلية أركانها على ثورة الدم والقتل الجمعي من أجل عين الدجال العوراء الماسونية .. وبكل محتويات اليهودية الوثنية وأصولها الفكرية والانحرافية الأعرابية .. وكان يجب ان يكون كتاب الرأسمالية لكار ماركس هو

[ أبو سفيان ]

الذي فلسف كلية هذا الفكر الأعرابي الظالم والدنيء في كلية مركباته ..

جاعل اليهود الملحدين أساسا لفكرهم الالحادي القائم على قتل الأنموذج المحمدي الاصطفائي .. لهذا كان رأسمال الشوفينية اليهودية الماكرة وأساس انبعاث الحركة الماسونية الالحادية الأعرابية في القدس مقامها .. ثم تحول بها الفريسي اللعين بولس الى عواصم الغرب ليجد وجها جديدا كالحا لنظريته الالحادية ومسيحيته العوراء المبنية من أساسها على قتل النور في حركة السيد عبد الله المسيح الجليل السماوي .. وكان أساس هذه الوجهة الدموية في الفكر التاريخي الماسوني الالحادي هو قتل " نظرية البشارة والكرازة بالنبي الأعظم القادم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ..

وهذا ما تفردنا له بمؤلف مستقل بعنوان " البشارة بالنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في التوراة والانجيل " تحت الطبع " وكتابنا : الماسونية والعقيدة الصهيونية الماشيحانية الصهيونية ." تحت الطبع " ..

ولهذا شرحنا في مصطلح ( النفس في القرآن الكريم ) : أن النفس الأولى المملوكة لمالك الملك هي " النفس المحمدية :

{ خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ } {وَهُوَ الَّذِيَ أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ } :

فبين معادلتي الانشاء والخلق كانت فلسفة الخلق ونظرية النشوء النورانية .. والارتقاء الالهية المحمدية .. نظرية النور في مواجهة نظرية الظلام .. وهي النفس المملوكة الأولى لرب كل شيئ ومليكه هو الله الواحد الأحد لا شريك له .. ولهذا سميت النفس ملاكا : لأنها ممتثلة لمالك الملك وهو الله تعالى ومن مملكته الخلقية النورانية المعجزة .. وما أعظمه من خلق أول نوراني جعله الله المتعالي سره مملوكا لله تعالى ..

{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }آل عمران26

ولهذا سميت النفس الأولى ملاكا ملكوتيا لاعتبارها المحمدي الأول : أي من قلب الخصوصية الالهية .. وما بعدها من الخلق كان منها مخلوقا .. وقبس من نور محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومن نور محمد والحروف الملكوتية ونور الخمسة المطهرين الأزليين كان خلق الملائكة عليهم سلام الله يسبحون تسبيحاتهم ويتقربون الى الله المتعالي بأنوارهم وحقهم عند الله تعالى .. وكانوا صبغة الله تعالى التي خلق منها كل الصور النورانية { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً } ..

وسجل الله تعالى بقدرة من عالم قدرته على قلب هذا النور سر الخلق والتقدير في هذا العالم والعوالم المهيبة ، تستضيء في وعينا للمصطلح بما سجله القلم الالهي في سورة ياسين صلى الله عليه وآله وسلم في قوله تعالى :

{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ }يس12 {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً }النبأ29

والامام المبين هو الكتاب المبين الناطق الظاهر بروحه في الخلق .. وهو المحمدي المعجز والقادر بملكوتيته الأولى على استيعاب كلية هذا الاحصاء الالهي الكامل .. والامام المبين الأول هو إمام المرسلين وكل الملائكة والملكوتيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. عالم الذكران وهم أصل النور خلقهم ذكورا ثم خلق منهم كل شيئ معلوم . . وما عالم الاناث وهو جمال من نور اللطف والرحمة وجنس المودة إلا من هذا الجلال الالهي اللطيف فخلق الأنثى نفسا من نفس الذكر لتكون له سلما وسكنا

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21 ..

ويأبى الله المتعالى إلا أن تكون الأنثى الأولى هي متن قلب النفس المحمدية الأولى سيدة في الأكوان ونجمة في عالم السعد الرباني من نواة النور المحمدية فكانت قمرنا المحمدي الجميل زهراء الأكوان عظمة في خلقها وجمالها النوراني العظيم ما اكتنز المتعالي فيها جمال الروح المحمدية وأما حقيقية للنبوة .. ولهذا لم يسمها أبيها الأول محمد صلوات الله عليه وسلامه بهذا الاسم صدفة ولكنه تعبيرا عن جوهر اللطف الالهي ولكن أكثر الناس لا يعلمون ...

.. نحمد الله تعالى أن جعلنا من صميمها ووهبنا مودتها .. فكانت من قلب نور الكلم الالهي محمد صلى الله عليه وآله وسلم : وكانت السيدة العلوية كريمة الله فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو نقطة الاستيعاب الرحمانية

وملكوت السموات المخلوق من نور السموات والأرض وهو الله المتعالي و هو المتفرد والمهيمن على كلية روحيتنا المحمدية المقدسة ..

والاستدلال الواضح في عالم البشر على هذا السر الفاطمي المخلوق من الذكر وهي أن الله تعالى خلق السيدة حواء عليها السلام أما للبشر من يمين أبينا آدم عليه السلام .. فكانت صورة جميلة في البشرية الخلقية ينبع من لأصول الصورة النورانية فاطمة الزهراء عليها الصلاة والسلام وهي أصل الصورة الأنثوية تسكن في عالم الملكوت قبيل ان يخلق آدم وحواء بأكثر من أربعة عشر ألف عام

" خلق كل شيئ من نور نبيكم يا جابر "

والدليل الثالث هو قوله تعالى في علاه :

{تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً }الفرقان61

{وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ }الحجر16

فكانت البروج النورانية الأولى الملكوتية هي شمس محمد صلى الله عليه وآله وسلم والكلمات المحمدية المخلوقة من نوره : وخلق منها القمر الأول كوكبا زهراء مزهر في الأكوان من نور محمد صلى الله عليه وآله وسلم : وجعل المتعالي تعالى جمال النساء في هذا العالم المهيب من نور السيدة الزهراء نورا للمتقين .. وعندما لم تكن التقوى هي سمات مستمرة في الخلق تجردت البشرية من هذا النور فتفرفوا حزبا وشيعا كل حزب بما لديهم فرحون .. وهو قول الحق تبارك وتعالى :

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }الأعراف96

ومصطلح " برج " له مدلول وسمات التعالي في العلياء بقصد التعظيم ..

ولهذا سمي البرج ملاكا مذكر والجمع فيه بروج .. تعالى الله في عظمته وصنعه وصبغته

وكانت المعجزة إن هذه البروج عند أكثر المفسرين هي البروج الاثنى عشر ..

وفي تفسير أبو السعود : " ( ولقد جعلنا في السماء بروجا ) قصورا ينزلها السيارات وهي البروج الإثنا عشر المشهورة المختلفة الهيئات والخواص حسبما يدل عليه الرصد والتجربة مع ما اتفق عليه الجمهور من بساطة السماء والجعل إن جعل بمعنى الخلق والإبداع وهو الظاهر فالجار متعلق به وإن جعل بمعنى التصيير فهو مفعول ثان له متعلق بمحذوف أي جعلنا بروجا كائنة في السماء ( وزيناها ) أي السماء بتلك البروج المختلفة الأشكال والكواكب سيارات كانت أو ثوابت

( للناظرين ) إليها فمعنى التزيين ظاهر أو للمتفكرين المعتبرين المستدلين بذلك على قدرة مقدرها وحكمة مدبرها فتزيينها ترتيبها على نظام بديع مستتبع للآثار الحسنة ( وحفظناها من كل شيطان رجيم ) ..

أبي السعود : ( تفسير أبي السعود ) ، الجزء : 5، ص 70 ، الوفاة : 951 ، المجموعة : مصادر التفسير عند السنة ، المطبعة : دار إحياء التراث العربي – بيروت ، الناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت

ومع أن جمع كبير من هؤلاء المفسرين لم يضعوا النقاط على الحروف في تبيان حقيقة هذه البروج الاثنى عشر .. بدوافع مذهبية معادية للأصول النورانية وفلسفة النور الخلقي ولهذا ذهبوا في تعريف البروج السماوية وفق تفسيرات عقلانية محدودة تارة ومقيدة بقيود النظام الباطل المعادي لنور الحقيقة المحمدية .. " وعن الزجاج أن البرج كل مرتفع فلا حاجة إلى التشبيه أو النقل . واشتقاقه من التبرج بمعنى الظهور "

نفس المصدر : الألوسي : ج 19 / 40 : تفسير الآيات

ولهذا نقول نحن ذراري الأصول ان هذه الأفهام القاصرة لو كانت من روحية الطينة المحمدية لرأت مرائيهم ولشربت مشاربهم والقول في القرآن الكريم أبلج وأظهر

في قوله تعالى :

{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ }يس12

فالأجدر والحري بالتفسير لمعاني القرآن في البروج ان تتصف بالظهور من نفس جوهر اللطف القرآني والمصطلح النوراني { فِي إِمَامٍ مُبِينٍ } والامام الظاهر المبين

يقتضي الفكر والمنطق العقل المتبصر بالنور ان يكون هذا الظهور علويا وليس سفليا والأصل في الظهور والاستعلاء ان يكون أولا رأسيا ثم يتمدد في الآفاق الأرضية وحتى السماوية ، لأن الأصل كما ذكرنا هو " عالم الملكوت " والمقام الأبهى لعالم الملكوت المخلوق من عالم الأمر الالهي المهيمن على العرش الأعلى أن يكون ممتدا أفقيا في حظيرة القدس مقام هذا العالم الملكوتي المحجوب حتى عن سكان الفردوس الأعلى إلا لمن كان طينة القداسة لهذه المخلوقات النورانية الملكوتية اللطيفة الأولى وجوهرها ولهذا قل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :

" شيعتهم معهم " والشيعة هم العشاق الالهيون الأصفياء لهم بلا غلو في تبيان حقائقهم وصورهم .. " يا علي أنت وشيعتك الفائزون "

فصلنا الموضوع في كتابنا : أهل البيت : الولاية التحدي المواجهة " تحت الطبع

والمؤسف في كلية التفاسير القرآنية العاجزة عن حمل الأمانة الالهية تبيان النور المحمدي في الخلق فأخذوا بآراء فلاسفة الغرب في تحديد ماهية الاثنى عشر كوكبا العلوية .. وهم أنوار الله المحمدية المخلوقة من نوره تعالى وهم عليهم السلام ما تم تعريفهم في القرآن وعند فلاسفة أهل البيت المحمدي عليهم السلام " أنوار الهدى " أو " خلفاء الله في الأرض "

{ يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }الروم7

فسوا البروج الاثنى عشر وفق المسميات الفلكية الغربية بأنها

" الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو والحوت "

والله تعالى في القرآن يرد عليهم بقوة العقل النوراني المخلوق ..

{أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ }الروم8

وفي النبوة والرسالة يبين القرآن في أخطر مصطلحاته

" إثنى عشر إماما "

{ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً } : البقرة60

{ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً } : المائدة12

{وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً } الأعراف160

{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ } : التوبة36

{ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ } : يوسف4

والناظر بعين الروح الى المعاني اللطيفة في جوهر هذا المصطلح الملكوتي لا يرى إلا النور المحمدي هو النابع والساقط على كل هذه الأركان والكواكب .. التي كانت هي نفخة من روح الله تعالى ترمز الي النور المحمدي والى تلك الكواكب البهية التي تتلألأ في أصولها من قلب العرش تسبح وتمجد قبل ان يدرك الخلق حتى ماهية خلقه ..

وهذا ما يحتاج منا الى وضوح مبحث في تبيان نظريتنا النورانية في حركة الخلق الالهي .. وهو ما شرحنا بتفصيل موسع في :

كتابنا الموسوعي : نظرية التحليل النفسي في القرآن الكريم : تحت الطبع

وفي سورة الحجر قوله تعالى :

{وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ }الحجر16

: أي زيناها للناظرين وهم من يمتلكون في وجهتنا ورؤيتنا لكلية المعاني والمعالم النورانية في تحليل نظرية الخلق برؤية نورانية وليس من المعنى تسطيح المصطلحات القرآنية والمرور عليها من خلال تكريس تفريغها من محتواها الفطري المقدس " مدرسة فاطرة الزهراء الفلسفية " .. ودونما الرجوع لأسباب هذا التفريغ المتعمد لكلية القرآن وتجريده من روح التحدي والمواجهة لكلية الباطل جعلوا القرآن عضين مفرغ حتى من لمسات القوة الالهية .. ليسوسوا الناس وحركة الخلق بنظرية الكاوبوي الأعرابية المنقولة من حالة النفاق الأعرابية في الشرق الاسلامي

عبر الماسون الفريسسن الأعراب الى الغرب !!

" التحالف السفياني اليهودي في الجزيرة هو ذراع القوة الماسونية الخفية

ولهذا كان مصطلح الناظرين هو جوهر الوصول لفكر معاني الأصول بروح الأصول والناظرين بروح العقل القلبي الى هذه المصطلحات ولا يمكن بحال الوصول الى حالة الجوهر إلا بروح إلهية سامية وهي ما عرفه القرون : " النجم الثاقب "

وثورة النجم الثاقب في المصطلح القرآني

هو " خليفة الله المهدي سليل محمد وعلي والزهراء .. عليهم سلام الله وأنوره وألطافه البهية ..

{وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ }الحجر16 :

والناظرين هم جماعة النورانيين الهاشميين وليس النورانيين الذين قادهم الفريسي بولس لعين السموات والأرض والمنتحل لقدسية النمسيح بن مريم عليه السلام يتقدم من خلال زيفه السامري الدجال لقتل فكرة البشارة لا التي دعا لها السيد المناضل الشامي الالهي السيد عبد الله المسيح عليه السلام .. والذي أصطلح عليه وعلى ثورته الممجدة بفيلسوف البشارة الالهية في عالم الأنبياء عليهم السلام والذي لا يعرف نورانية السيد الجليل عبد الله المسيح عليه السلام لن يدرك ثورته ولن يكون غدا قائدا تحت إمرته عليه السلام شاميا فيلسوفا ونبيا ساميا ومن المخلصين .. وعندما يدرك الناس الحقيقة سيدركون سجدا لعمق مصطلح الاثنى عشر كوكبا في القرآن ..

قال النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم :

" يا فاطمة والذي بعثني إن منهما مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا هرجا، وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا ولا صغير يوقر كبيرا ، فيبعث الله منهما من يفتح حصون الضلالة ، وقلوبا غلفا يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، يا فاطمة : لا تحزني ولا تبكي فان الله ارحم بك وأرأف عليك مني وذلك لمكانك مني وموضعك من قلبي ، وزوجك الله زوجك وهو أشرف أهل بيتي وأكرمهم منصبا وأرحمهم بالرعية وأعدلهم بالسوية وأبصرهم بالقضية ، وقد سألت ربي عز وجل أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي " (1)

(1)ابن عساكر ( نفسه ) ج42/130، 131 رقم 8501 = (2) عقد الدرر 31

ومصطلح برج : هو مذكر ( أي ملكوتا ) والجمع اللغوي فيه ( بروج ) تعالى الله في عظمته وصنعه وصبغته ( صبغة الله ) .. ( صنع الله ) وفي سورة الحجر { وزيناها للناظرين } ( الحجر : 16 ) : أي زيناها بالنور للناظرين أو حملة نظرية النجم الثاقب في الوعي الخارق : وهم { الناظرين } المتفحصين لهذا النوراني اللطيف .. زينها الله تعالى بالأنوار المحمدية السماوية الخمسة الأولى : { مثنى وثلاث ورباع ) ويخلق من نورهم ما يشاء ويختم بهم خلقه تعالى كما بدأ قال النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين :

[ بنا بدء الدين وبنا يختم ] :

والدين هنا الخلق والصبغة الالهية ( أي صنع الله ـ وصبغة الله ) حسب المصطلح القرآني :

{ ويزيد في الخلق بسطة ما يشاء إن الله على كل شيء قدير ) : فاطر : 1

.. ولهذا كان النور والأنوار الملهمة المخلوقة من نور محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين هي صورة بهية وشاكلة عظيمة ( والشاكلة هي الروح العلوية ) أو أنماط الروح العلوية البهية .. وفي سورة الحجر :

{ وزيناها للناظرين }

وهم الواعون المدركون لحقيقة أصول الخلق وعالم اللطف الالهي وثقافة الخلق .. وكذلك أنموذج الانسانية .. وأنموذج الانسانية كمصطلح هو أرقى من مصطلح " البشرية ، وهي مقدمة عليه في النور والخلق : فيها طابع ومحتوى اللطف الالهي ( الأنسنة الالهية ) :

وهي أولا : الأنسنة بيمين عالم الأرواح المخلوقة في ظلال:

العرش الرحماني تتلألأ لأنوارها وتسبح وتعظم .. إذ هي مسكونة بالأنسوية الربانية .. ثم يتلوها ( البشرية ) : ( الخلق البشري ) في الأرض البهية : وهذا مكنون قوله تعالى :

{وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ }الحجر19

... الخ الآيات الكريمة في السورة : ( الحجر : 19 ـ 25 ) والمراد في الأرض هي من مصطلح ( الامداد الالهي ) : وقد ذكرنا في المصطلح ذاته الفصل في القول " " إن مصطلح الامداد الالهي هو أصله قوله تعالى "

( مدد ـ ناها ) والناء تعبير عن الفاعل الجمعي للتعظيم : أي مدد الله تعالى ، أو إمداد الله تعالى .. والمدد هو أصله مداد النور والصبغة والتلوين الخلقي في الصورة : والغوث والمداد والاسعاف هي ..

روح الاستجابة الالهية لاسعاف الخلق .. ولهذا المتفحص في الصورة .. في نسيج السورة القرآنية العظيمة .. يجد أن الاختلاف في عالم الأرواح .. حدث بعد الامداد الأرضي لتمام الصورة البشرية وانتقال الحالة الأنسوية : إلى الحالة البشرية : وقاد إبليس الرجيم للأبد صورة الاختلاف وتشويه ملامحها القدسية فزرع الاختلاف في التوجه الخلقي والانتقال من حالة التوحد الكامل في العبودية إلى الشطط العقلي الانساني في الخلق إلى سوء الصورة المرادة وكان هذا الانحراف المقدر من فعل المخلوق لا من فعل الخالق .. وهنا المفارقة بين مطلق عالم الشر الأرضي ( الهبوط الابليسي ) :

{إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ }الحجر31

{قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ * قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ }

الحجر : 32 : 33: 34 }

وهنا تجليات قراءة المصطلح الملكوتي في السورتين تجيئ بحمد الله تعالى متمما لوضوح أولي لرسم الصورة الملكوتية بعقول روحانية نافذة بنظريتها الثاقبة في الخلق .. نحو وعد الآخرة الخاتم ..

وفي قوله تعالى :

{الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }فاطر1

والزيادة الخلقية مكنونها في قوله تعالى : ( الحسنى وزيادة ) فالحسنى هو محمد : صلى الله عليه وآله الطاهرين ـ والزيادة هم العترة المطهرين الأكرمين من أهل بيته صلى الله عليه وآله الطاهرين : والزيادة من محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين : هم " الخمسة الأزليين المطهرين "

وهم أصل الكلمات النورانية المخلوقة وهم الحق الالهي الأول في الخلق الذي إذا سئل الله تعالى بهم أجاب : فدعاه آدم عليه السلام بها فغفر الله له ى.. وقال : :

( اللهم أني أسألك بحق محمد وآل محمد ألا غفرت لي فغفر الله له " وفي رواية صحيحة أخرى :

" اللهم أني أسأل بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين أن تغفر لي فغفر الله له "

أوردها السيوطي رحمه الله في الدر المنثور .. فكان عليه السلام وفاطم " فاطر " عليه السلام والحسن والحسين عليهما السلام .. هم الزيادة في الخلق : ومنهم بقية الوارثين وخزان نور الله وعلم الله تعالى الذي أحصى فيهم تبارك وتعالى كل شيئ كما في سورة ياسين :

} يس12

{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ

وإذا لم يكن هذا الاحصاء الالهي في مهجة الزهراء وعلي عليهما السلام من ذريت الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين فأين يكون يا حسادنا في الأمم !!

فكان عليه السلام وفاطم ( فاطر ) عليهما السلام والحسن والحسين عليهما السلام هم الزيادة على الخلق وله البسطة في العلم والنور على الخلق أجمعين .. وهم الأعراف في قرآن الله المعظم عرفهم ربهم تعالى في علاه لنبيه محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين وفي حجة الوداع والغدير كان نور التمام والولاية وتمام النعمة الالهية .. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر !!

{أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }الأعراف69

{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة247

فآلاء الله تعالى هم آل محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين " وفي التفسير القرآني واللغوي " الآلاء هم النعمة :

[ ( فبأي آلاء ربكما تكذبان )، أي: فبأي نعم ربكما تكذبان . ]

[ذكر في سورة الرحمن إحدى وثلاثين مرة، والاستفهام هنا للتقرير.

{ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }
الخطاب للثقلين، أي: فبأي نعم الله الدينية والدنيوية -يا معشر الثقلين، من الإنس والجن- تكذبان؟

وما أحسن جواب الجن حين تلا عليهم النبي صلى الله عليه وسلم هذه السورة،
فكلما مر بقوله: "فبأي آلاء ربكما تكذبان" قالوا ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب، فلك الحمد، فهكذا ينبغي للعبد إذا تليت عليه نعم الله وآلاؤه، أن يقر بها ويشكر، ويحمد الله عليها. ] ودلا لتها على الثقلين الأعظمين القرآن والعترة المحمدية

كما في ثابت الحديث والمصطلح الحديثي ..

أنظر : موسوعتنا " في المصطلح القرآني " : مصطلح النعمة في القرآن الكريم

ويزيد في الخلق بسطة : والبسطة هي الصنعة الخلقية مأخوذة نورها وصبغتها الجليلة من اسم الله تعالى : الباسط " وهو الصانع والصابغ ، وفيها لغة القيومية الالهية .. { وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة247

فوراثة الدين وختمه هو كما في القرآن والتوراة والانجيل من نسل النبي المصطفى صلى الله عليه وآله الطاهرين كما حاء في سفر التثنية :

[ ]..

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين : [ أنت يا عليه السلام مني بمنزلة هارون من موسى ] والوراثة النبوية هي في الولاية الالهية والدين وهي التجسيد الحقيقي للنبوة المحمدية من ذات النفس الجليلة المحمدية السامية [ يا علي : " أنت مني كنفسي ] .. [ يا علي أنت مني بمقام الرأس من الجسد ] : الحديث .. وهنا التجسيد لقوله تعالى في علاه

{ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة247

وهو الزيادة في الخلق بعد الحسنى تتلوها كالنعمة وهي الآلاء المحمدية في التنزيل .. ولهذا كانت البسطة الملكوتية تؤكد الحقيقة الالهية في الحقيقة المحمدية ..

حيث اشتما اسم الله تعالى " مالك الملك " هو جوهر التملك الالهي الذي هو مثار الخصوصية والتي تكمن فيها العزة الالهية : وهو تعالى مالك الملك والملكوت .. والملك هو الخلق والغيب : والملكوت هو نبينا وجدنا محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين .. ولهذا اشترط المتعالي الودود في خاصته في ملكه هو " ملكوته " وفيها جليل المعاني السامية لعالم الاختصاص الالهي .. ومن هذا الفهم تجلت المعاني السامية المخلوقة لتؤكد تمام حالة البسط الالهي كما في المصطلح القرآني المعبر عن الذات الالهية وخصائصها : " الباسط " ومنه " بسطة " ..

فجعل المودة لهم من خصوصية اسمه الودود : وهو مصطلح المودة في القرآن ..

قال تعالى :

{ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }الشورى23 ..

فكانت المودة هي أجر الرسالة المحمدية والشكر الالهي للحب الالهي المحمدي .. وهذه هي جوهر رسالتنا في الحب والعشق الالهي .. وعنواننا فيه اسم موقعنا النوراني الملكوتي :

فاطمة الزهراء عليها السلام هي مدرسة العشق الالهي ..

فأجر الخمسة المطهرون وبقية آل البيت المطهرين هو الحب والعشق الالهي لآل محمد الطاهرين لمحبة الله المتعالي لهم عليهم صلوات الله وسلامه .. ولهذا كان مصطلح " عالم الناسوت الأول " هو المصطلح الشمولي لعالم " الملكوت " وهو جوهرة الاصطفاء الالهي بمحمد صلى الله عليه وآله الطاهرين وعترته المطهرين الذين أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهرهم تطهير ..

{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

وقد ذكرنا في المصطلح أن مفهوم " الانسانية هو أصلا مصطلح قرآني "

لا يدركه سوى المدركون لحقائق الروح والغيب ولم له وعي بمفهوم " عالم الملكوت " وهو محو قرائتنا في هذا الباب الجليل بكلماته ومعانيه الانسانية .. و هم أصل عالم الناسوت النورانية " أي عمق وجوهر النواة الانسانية والفكر الانساني في الخلق والتي خلقت منها نور النواة الانسانية الأولى وهي روح الكلمة المحمدية وحقيقتها الأزلية .. ولهذا كان الانشداد لهم وعشقهم ومودتهم هي مسألة وصبغة فطرية فطر عليها الخلق أجمعين حتى الكافر منهم يبحث عن مخلص فيجد الخلاص وحبل النجاة :

{ صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ }البقرة138

وهنا قوله تعالى "{ ويزيد في الخلق ما يشاء } فهذه الزيادة من نورهم ومنشدة لأنوارهم اللطيفة في عالم البر الالهي وعالم اللطف الالهي .. يملكون عالم الذكر والناس .. فيكونوا هم نواة الناس ويكون الخطاب الالهي في القرآن شاملا للخصوصية والعامة لحركة الخلق في قوله تعالى في سورة الناس :

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ }الناس1

أنظر موسوعتنا في المصطلح القرآني " مصطلح الناس في القرآن الكريم "

يظهر الله تعالى صفوة الخلق من الهاشميين المحمديين عليهم الصلاة والسلام على الخلق ويختم بهم العدل الالهي في الكون .. وهو قوله تعالى :

{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }التوبة33

والمشركون هم الأعراب المتخلفين والمعادين للرسالة المحمدية والاصطفاء الهاشمي من البداية حتى زمان الخاتمة .. وفي نفس سورة فاطر الدليل ..

{اسْتِكْبَاراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً }فاطر43

وهم الأعراب المتجبرين والمستكبرين والأشد كفرا ونفاقا : أي سيختم الله تعالى في سننه الخلقية عليهم بالظهور والقدسية لثورة المصطفين المحمديين الخاتمة ..

وهو الظهور الأسمى لهم من زمان الخلق الأول في حظيرة القدس مقامهم تحت عرش القدوس العظيم : { ليظهره } وفيها عموم الغيب للمستقبل الواعد والحتمي ولغة التأكيد المحتوم : وفي المصطلح القرآني : [ الظهور ] أصله : { ليظهر } :

أي ليظهر محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين .. والهاء : هو الخليل الالهي المهدي عليه الصلاة والسلام .. الذي اصطفاه الله تعالى وذكره في الأحاديث القدسية مع الخمسة المطهرين .. وذكره النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين بأنه خليفة الله المهدي عليه السلام من ابنته الجلية الكونية : " فاطمة الزهراء " مدرسة الحب الالهي في الرسالة الخاتمة .. وهو المخلوق من أنوار الله تعالى المصطفاة .. كخاتم الهي محمدي للرسالة الالهية من قلب الحقيقة المحمدية ..

وهو في القرآن جوهرة مصطلح الحسنى وزيادة نور في وجه كل الظلاميين والأبالسة عبر كلية تواريخنا .. وأنظر في كتاب الله تعالى لمدادي في التواصل فأجد أمامي هيبة قول الله تعالى ينادي:

النبي وآهل بيته المكرمين صلوات الله عليهم أجمعين :

{فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ }الأحقاف35..

وهو الخاتم الالهي المحمدي الذي يصلي خلفه كجده المصطفى صلى الله عليه وآله الطاهرين النبي عيسى وكلية الأنبياء من عالم الروح عليهم أجمعين عظائم الصلوات والتسليم .. في القدس الالهية المحروسة .. وهو التجلي الالهي في الظهور المقدس في قلب فلسطين والقدس المحروسة من عالم الملك والملكوت .. وقوامها وديمومتها هي دولة العدل الالهية تسود الأرض جميعا وتكون عاصمتها المركزية في أرض المحشر الخاتم لتكون القيادة والسيادة وزمان الختم ثورة في وجه كل التكذيبيين وساسة الدجل السياسي في هذا العالم !! وفيها تجليات القيومية الالهية الأرضية نورا إلهيا من القدس الأرضية يشتعل حتى نور حظيرة الله القدسية فيفرح حينه النبي الأقدس في الملكوت محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين .. وهو قول الله تعالى :

{فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * }الروم : الآيات : ، 4 ، 5

حيث يجتث الله تعالى وهو القدوس كلية شجرة المفسدين والسفيانيين الجبابرة ويقتل خائن التاريخ وحامل تاج الكاجان الخزري الوثني وهو " السفياني الملعون " كما سماه الرسول صلى الله عليه وآله الطاهرين في المصطلح الحديثي .

{وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ }إبراهيم26

انه سليل النبوة المحمدي المخلص السماوي والمهدي الموعود قاتل الظلمة والمتجبرين ومقيم دولة العدل الالهية وقانون القسط الالهي .. انه نور من قبس النبوة .. ونورنا من نور نبينا صلى الله عليه وآله الطاهرين .. فجدنا الأقدس محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين هو نورنا ونحن ظله حتى يوم القيامة نمتشق خطواته .. فنحن الهاشميون المختارون في زمان الختم الالهي ولو كذبتنا قوى الأرض السفلة من قوى الأعراب في الغرب والشرق سنمتد عميقا من ظلال نبينا الأسمى في الملكوت .. حتى نجتث كل أركان وإفرازات هذه الوثنيات السفيانية والماسون الملحدة .. وسيدوس نبينا صلى الله عليه وآله الطاهرين كل تيجان الأباطرة والمفسدين في الأرض .. انه حقا يا الهي الممجد زمن السيدة الزهراء

الخاتمة وزمن الفرح الالهي المحتوم لنا في الأرض المقدسة ..

وهذه المقدمة الالهامية من قبس النور الالهي المحمدي إنما تتقدم ركيزة نورانية لزمن السيد الزهراء عليها نور الهي العظيم يحمل جلاله حامي حماها المقدس أمير الأمة عليه السلام بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام في ثورتنا الخاتمة ..

وهذه السورة ما نصطلح عليها في زمن الظهور المقدس بسورة القديسة فاطمة الزهراء عليها الصلاة والسلام : روح النور الالهي فاطر السموات والأرض يسكنها وتتجلى عليها البركات الالهية من جديد في زمان الفرح الآتي .. ويسطع روح الملاك الملكوتي المعظم " فاطر " من جنباتها بسيفه السماوي يقتل بالجملة كل إفرازات الافساد الوثنية ويرسي الله تعالى بنور فاطمة الزهراء عميق الثورة المحمدية نورها من نور محمد وعلي عليه السلام من نور أبيها صلى الله عليه وآله الطاهرين .. وهي في المسمى المحمدي

[ الزهراء أم أبيها ]

ونحن بنيها نضيف عليها في تأصيلنا الثوري [ والثورة ] ..

وهذا هو عين التجلي الروحي والالهي لقوله تعالى :

{وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }الزمر69

وفي خصوصية الشهادة الالهي العرشية الخالدة ..

{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً }الأحزاب43 ..

فان قالوا هذا غيب .. فنقول لهم من ساعتنا :

" ان عمر الغيب قد بدأه الله تعالى وختم عليه .. وهذا هو زمن الغيب المدوي والمذهل .. ومؤنسي في الرد قوله تعالى :

{فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ }الأعراف64

{فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ }يونس73

وهذا هو زمن التكذيب وكذلك ومن الغيب والاستخلاف المحتوم ونزع الملك من أمية لبني هاشم الخاتمين عليهم الصلاة والتسليم .. ويشاء الله العلي القدير أن تكون رسوم هذه الأبجديات المهدوية الخاتمة من غزة هاشم عليه السلام ولو كره كلية الأعراب الأرضيين وجدرانهم الظلامية المحيطة بنا من ساعة غيبة الامام العادل إلى مساحة ظهوره عليه الصلاة والسلام .. وهذا هو زمان الفتح الالهي القدم والراسخة جذوره بالقسط والعدل في أرض المحشر الخاتمة ..

{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }فاطر2

... انه مصطلح " الرحمة الالهية الخاتمة " ...

وفي قراءة هذا المصطلح عبر النور القرآني سنجده يلتقي بجلاء مع كلية مصطلحات المؤنث في القرآن الكريم يتجاذب معها النور والرحمة فاما متوحدا بالنور معها أو نافيا لها برؤية القرآن في مفردات المقارنة بين النور وظلام الحالة النقيضة لمشروع الالهية الخاتمة مشروعنا المقدس ..

وهنا نقف كما مدخلنا النوراني والالهامي في هذه السورة المباركة لنجد السيدة الزهراء وهي بضعة من نور المصطفى صلى الله عليه وآله الطاهرين تؤكد بملكوتيتها المستعلية ..وتجسد نور الرحمة المحمدية في قلب النبي الأقدس .. فهي كما ذكرنا أم أبيها وهي أمة آتية لهذا العالم رحمة مهداة تنير بثورتها ودماء بنيها الأسياد العظماء طريق النور والحرية والثورة في وجه كلية الباطل وكل معسكر الظالمين .. وهي رحمة من نور الرحمة المهداة جاء بها العلي القدير لتحمل نور الشفاعة والهداية المحمدية فيها وفي نسلها .. فهي وأبيها وبعلها وبنيها تمام النور الرباني ومعالم الحكمة .. ولهذا تجئ المفردات " الحكمة " و " الرحمة " لتتوج بقية الأنوار المحمدية المكنوزة في مفردات القرآن الأنثوية وحتى في علم التأويل البنت تدل على الرحمة في التفسير .ز واما والحديث بخصوص أمة الزهراء سلام الله عليها فيكون هنا رأس الأمر وعمودها فهم الثورة والجهاد الثورة وأسطورة المواجهة لكل الثقافات الأعرابية المتوحدة مع ذروة الافساد اليهودي الأرضي والذين أشركوا .. وفي المصطلح روح المودة .. وكما ذكرنا مصطلح المودة في القرآن مقرون في سورة الشورى في بيت النبوة الفاطمي وهم ذروة التطهير المراد في القرآن وتحت ظلال الكساء النوراني .. ولهذا كانت فاطرة أول الملكوت المحمدي تولد فيها الرحمة المهداة .. يتوجع قلب أبيها عليها بخفقان وانكسار لوعتها عليها السلام ..

رحمة منه انشقت من قلبه ونور روحة إلى عالم متواصل يؤسس ملكا في الأمة حتى زمان وعد الآخرة .. ولهذا كانت الأنثى الفاطمية قبيل الخلق تحمل تاء الرحمة المستنسخة من نور النبوة المهداة .. وهي أصل الخلق واصل الملكوت ..

فكانت في عالم الخلق تمثل حالة الأنثوية الانسانية ومن نورها كانت كل الأنثيات صورة طهرية وأنموذج .. كما كانت أصلا لمصطلح القضية الانسانية هي باللفظ الغوي مؤنث .. وفي القرآن الكريم المؤنث يستوعب الذكر بروح الأنسة .. ولهذا في اللغة الفصحى تسمى المرأة " آنسة " فكيف بكريمة النبي الأعظم وبضعة نوره صلى الله عليه وآله الطاهرين ..

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21 ..

فكانت الرحمة الالهية نورا متجسد في الخلق البشري بروح الانسية وهي الرحمة قبل الحالة البشرية وظهورها : فكان الجمع مذكر لصبغ الحالة " الانس " : في التوصيف " انسي " والمفرد المؤنث " إنسية " وجعل في الزواج البشري روح الأنسة والرقة والرحمة المهداة في العالمين من قلب النبي الأقدس صلى الله عليه وآله الطاهرين : ولهذا كان نسل المباركة المحمدية والاناث من روحها النورانية تجسيدا للنورانية وللشفاعة : والشفاعة مصطلح أنثوي فيه صبغة " الرحمة " وهنا في الآية الكريمة التمازج بين مصطلحي المودة والرحمة ولولا المودة لما كانت الرحمة .. وكان التفسير لمقومات البشرية " التزاوج " فيه طباع المودة والمحبة .. وعندما يكتب العقد الشرعي على الأنثى ينزل الله الرحمان الرحيم الرحمة والمحبة والمودة من الأنثى للذكر فهي أصل الرحمة كما فاطمة الزهراء عليها صلوات الهنا القدوس النسخة الأولى النورانية جائت من عمق " لرؤوف رحيم " وهو قوله تعالى :

{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }التوبة128

وهذه الرحمة والرأفة الانسانية التي فيها طابع الأنثوية كانت تمثلها الرقة والمودة والحرص في قلب النبي الأقدس صلى الله عليه وآله الطاهرين .. وهي طباع خلقية في النبوة لتحمل سمات الخلق من نور الله المحمدي المخلوق الأول ..

.. هي الرقة والمودة التي تسري كسريان الورد في روح آل البيت المحمدي وهم كرماء الله في الخلق حتى يوم البعث وفي جنان الله المتعالي يقطرون على العباد دمعاتهم فيضا نحو الله للشفاعة والمودة وطلب روح الاجابة والرحمة من روح الله العلية ..

عليهم سلام الله وأنواره .. وفي قوله تعالى :

{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }فاطر2

تجيئ الرحمة فتحا عظيما ولولا الرحمة الالهية ورحمة الله في نور النبي محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين لما كانت في الأرض المودة ولا روح التواصل .. ولهذا جعل الله تعالى على لسان نبيه المرحمة والمودة وصلة الأرحام حبلا إلهيا معظما ..

[ وعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" الرحم شجنة من الله تعالى من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله "

رواه البخاري ومسلم ]

العيني : ( عمدة القاري ) : الجزء : 22 ، ص 93 ، الوفاة : 855 ، المطبعة : بيروت - دار إحياء التراث العربي ، الناشر : دار إحياء التراث العربي

[ وقال أمير المؤمنين عليه السلام : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : قال الله عز وجل : أنا الرحمان وهي الرحم ، شققت لها اسما من اسمي ، من وصلها وصلته ، ومن قطعها قطعته . ثم قال علي عليه السلام : أو تدري ما هذه الرحم التي من وصلها وصله الرحمان ومن قطعها قطعه الرحمان ؟ فقيل : يا أمير المؤمنين حث بهذا كل قوم على أن يكرموا أقرباءهم ويصلوا أرحامهم ]

العلامة المجلسي : ( بحار الأنوار ) : الجزء : 23 ، ص 266 ، تحقيق : محمد الباقر البهبودي ، عبد الرحيم الرباني الشيرازي ، الطبعة : الثانية المصححة ، سنة الطبع : 1403 - 1983 م ، الناشر : مؤسسة الوفاء - بيروت - لبنان

وفي الحديث القدسي والنبوي عمق مغازي الوشيجة الالهية وهي وصال الرحمة الالهية وهي كذلك بوابة الفتح الالهي .. فحيثما نزلت الرحمة كان الفتح الرحماني وتقوية اللحمة الأنسوية عبر قوة العقيدة المتينة في النفس ولولا المودة بين العباد لما حمل العباد القضية الانسانية ومفاهيم الفكر الروحي والانساني في النضال وتحرير النفس والأوطان من ربقة الظالمين .. فالتضحية لا تكون إلا في مواطن الاعتقاد الرحمانية والاعتقاد بقدسية القضية .. و الوشيجة والوصال الرحماني يورث النور والتصديق وأرضية الثقة في قلب الحالة الالهية .. ولهذا جعل الله المتعالي المودة لآل البيت المحمدي الكريم عليهم السلام شرطا من شرائط قبول الايمان والشفاعة .. وتقطع شفاعة النبوة للقاطع رحم النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين في أهل بيته عليهم السلام ..

وفي سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام :

{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }إبراهيم24

{تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }إبراهيم25

وهي التفسير شجرة النبوة المحمدية وشجرة طوبى المقدسة في جنان الفردوس الأعلى : أصلها في الأرض النبوة تعتلي القمة وشموخ الروح الالهية للمتواصل مع ثمارها .. تؤتي أكلها وهو نورها وعلمها وحكمتها ورحماتها وشفاعتها بإذن ربها .. وهذا الإذن لا يكمن ودوده إلا بالرضا والحب الالهي المحمدي العظيم ..

وهو حب النبوة والعترة أصل الرضا الحب الالهي :

{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31 ..

وحب النبوة لا يستقيم إلا بحب أهل بيت النبوة وحينها يكون الرضا والشفاعة ونزول الرحمات الالهية .. قال تعالى في سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام :

{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ }إبراهيم27

وهذا التثبيت في معركة النفس والباطل هو الأساس لنوال الرضا الالهي والحب الالهي .. لهذا كان عنواننا الدائم هو الزهراء هي مدرسة الحب الالهي وهي الأنثى القدسية القادرة بملكوتيتها السماوية ومقاماتها السامية في الارادة العرشية أن تؤكد القيمة النورانية في الحقيقة الالهية .. وبهذا التكوين الخلقي الاختصاصي لا يمكن بحال أن يتسع قلبا للزهراء الملكوتية سوى قلب أبيها النبي الأقدس محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين .. وقلب بعلها أمير الأمة علي عليه السلام . . وهي من بعدهم فتحا لكل من حمل هذا السر العظيم حبا وعشقا وولاية .. وهذه هي سمات التكوين لنظرية العشق الالهي وهي الأساس المشكل لسمات الفتح الالهي عبر البوابة المحمدية .. وهذا هو مكنون قول الباري في علاه :

{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }فاطر2 ..

والمن هنا [ فاطمة عليها السلام ]هي المحدد الذاتي لهوية الرحمة في المركب الودود الأنثوي اللازم للبناء الرحماني في حركتنا الانسانية .. أي أن هذا التحديد الرحماني هو بوابة الفتح الالهي والرضا المحمدي :

[عن جابر الجعفي عن الباقر ( عليه السلام ) قال النبي صلى الله عليه وآله : انه الله ليغضب فاطمة ويرضى لرضاها . ]

ابن شهر آشوب : ( مناقب آل أبي طالب) : الجزء : 3، ص 106 ، باب مناقب فاطمة عليها السلام

[ إن الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها ]

السيوطي : مسند فاطمة الزهراء رضي الله عنها وما ورد في فضلها ص 142 – رقم الحديث (119 )

ولهذا السبيل كان الرضا النبوي عن محبيها رضي الله عنه الله عنهم هو بمثابة الجوهرة في القلب النبوي الشريف .. وهو جوهرة في الحب الالهي السماوي .. ومن يحظى بمرتبة الرضا الالهي المحمدي يكون مقامه مع النبي محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين وهذا هو مكنون الفتح الالهي قوله تعالى :

{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا }

فالزهراء سلام الله عليها في الأمة وكما ذكرت في نثرياتي قبيل عشرة سنوات..

" أن الزهراء قضية ليست فيها نظر " !!!

فهي سلام الله عليها خير عقب النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين وهي الحاملة لنواة الصبغة والفطرة الالهية المحمدية وسماتها ولا يمكن تركيبها إلا على حرف الله العلي [ عليا كبيرا ] فكان الأمير السماوي هو النور الذي على نور.. وهما نور النبي محمد صلوات الله عليه والمشتق نورهما من نوره البهي صلى الله عليه وآله الطاهرين .. فان اختلف الناس في النبأ العظيم وهو أمير المؤمنين علي عليه السلام .. فلن يختلفوا في فاطمة على أنها نور النبي صلى الله عليه وآله الطاهرين .. ولهذا كانت السيدة فاطمة عليها السلام بمقام الاعجاز والخط المانع الخطر لأي محاولة مساس بها لخصوصيتها الالهية المحمدية .. ولهذا كان هذا الامتداد النوراني يتجسد في السر المستودع فيها وهو خليفة الله الالهي الخاتم مهدي هذه الأمة الذي يملأ الأرض قسطا كما ملئت جورا .. وهو أمير الأمة المحمدية الخاتم في الولاية الالهية وهو حامل جلال النبوة المحمدية والأشبه برسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين .. نور ملكوتي عظيم .. وهنا انكشاف السر الأزلي لمفهوم مصطلح [ البروج في القرآن ] وهو التجلي القرآني في قوله تعالى :

{تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً }الفرقان61

انه التعظيم الالهي الخالص والكامل فحين يعظم الله ذاته يكون عالم الجلال له معان معظمة .. وهذا هو صميم وجهتنا في تحديد حالة مصطلح الملكوت المحمدية في الخصوصية الاصطفائية الالهية .. فالبروج هم أئمة الحق عليهم السلام وجوهرة قلب النبوة المكرمة ووجهاء الله في الخلق .. وجعل الباري في علاه بينها وفيها

{سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً }

وهو النبي الأعظم في الملكوت محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين

{وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ }الحجر16..

فكانوا كما في القرآن نورهم يتجلى ثورة في الوهج المتدلي من عالم اللطف ..

هم زينة الخلق في تشبيه قرآني رائع في التخيل الروحاني .. والناظرين هم أهل الفكرة الروحية وأهل التأمل والنظر في مكنون الخلق الالهي ..

{وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ }الحجر19

والجبال الرواسي هم أئمة الحق ونور الهدى الملكوتيين العظام الذين زادهم الله تعالى في الخلق بسطة .. وخلق لهم أنوارا ملكوتية من الحواريين والصديقين ولهذا كانوا حجة الله على عبادة واكتنز الله المتعالي منهم نوره وخليفته الخاتم المهدي عليه السلام والتعظيم يختم الله تعالى به النبوة المحمدية .. وهو ما جاء في صريح أحاديث النبوة الساطعة في مواجهة حالة الزيف الأعرابي بقوله صلوات الله عليه : [ بنا بدء الدين وبنا يختم ]

ولهذا الخاتم كانت الملكوتية العظيمة تنجب خير قائد الهي في التاريخ من ذريتها وهو الذي سيكشف السر الالهي الملكوتي الحقيقي في فاطمة الزهراء فاطرة التاريخ الأزلي وصانعة المعجزات .. وغدا ينكشف السر المهيب في فارسة الأزمان وهي الملاك فاطر الجليل عليه السلام .. وينكشف سر تاء التأنيث في زمن الختم عندما ينكشف سر الملائكة العظام الأزليين بأجنحتم التي تلامس عنان السماء وتكون فاطرة بنت محمد وقتها من المهابة الملكوتية المذهلة .. حينها تفنى ذاكرة الأعراب ويقول الناس السؤال المتكرر على لسان النبي الأقدس صلى الله عليه وآله الطاهرين : هل كنا مسلمين قبل ذلك .. ؟؟

هذا هو زمن خليل الله الخاتم مهدي الأمم والعوالم وحامل السر الالهي المكنون الذي لم ينكشف ونحن بمشيئة رب الأكوان لنا من الجرأة في البوح والتحدي المقبل في كلية هذه الأسرار ولا نخشى في الله لومة لائم .. حينها سيكون سيف خليل الله المهدي الملكوتي العظيم يلعلع في العالمين : أين المكذبين بفضلنا فيخنع ما تبقى في أجسادهم وعقوله ولاية ومساواة في الخلق بآل محمد عليهم سلام الله وأنوار فيصرخ الجمع : ليس لنا من الأمر شيء أنتم أهل الله وأهل الولاية ..

وعندما يرون السر المهيب للسيدة فاطمة بأجنحتها الملكوتية في الأرض يتذكرون زيف الأعراب الكذبة والمتخلفين عن ركب الحضارة والانسانية .. وقول الحق تبارك وتعالى يسطع بنوره تعالى في مصطفيه الأخيار:

{إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنثَى * وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً }

النجم : 28 ، 27

وهنا العودة لروحانية قوله تعالى في سورة فاطر :

{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } : فاطر2

إنها فلسفة نور مصطلح النعمة في القرآن وهم آل النبي محمد عليهم السلام أجمعين .. تنفتح في زمن شهودهم أنوار السماء بالأرض وهم الأئمة الأشهاد يحيون في زمن الختم وقبيل المحشر العظيم ليمهدوا الأرض لختم الدنيا ومشهد الانتصار الرباني العظيم وهو نور قول الحق تعالى :

{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51

تنعم الأمة في زمنهم بنعمة لن يروا مثلها أبدا .. وفي الإنجيل لهم قراءة واضحة الملامح حيث الفرز الالهي الخاتم بخليفته المهدي المفدى يكتسح الزمن الخاتم بنور الله المتعالي فيفرز الله به الخبيث من الطيب فيركمه المهدي عليه السلام بقدمه فإذا هو زاهق .. وهو في الانجيل " ابن الانسان " أي ابن محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين : يقول السيد المسيح عليه السلام لتلاميذه :

[ :« اَلزَّارِعُ الزَّرْعَ الْجَيِّدَ هُوَ ابْنُ الإِنْسَانِ. 38وَالْحَقْلُ هُوَ الْعَالَمُ. وَالزَّرْعُ الْجَيِّدُ هُوَ بَنُو الْمَلَكُوتِ. وَالزَّوَانُ هُوَ بَنُو الشِّرِّيرِ. 39وَالْعَدُوُّ الَّذِي زَرَعَهُ هُوَ إِبْلِيسُ. وَالْحَصَادُ هُوَ انْقِضَاءُ الْعَالَمِ. وَالْحَصَّادُونَ هُمُ الْمَلاَئِكَةُ. 40فَكَمَا يُجْمَعُ الزَّوَانُ وَيُحْرَقُ بِالنَّارِ، هكَذَا يَكُونُ فِي انْقِضَاءِ هذَا الْعَالَمِ:

[ 41يُرْسِلُ ابْنُ الإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ الْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي الإِثْمِ، 42وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ. 43حِينَئِذٍ يُضِيءُ الأَبْرَارُ كَالشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ. ] [ إنجيل متى : 13 : 36 ـ 44 ]

وهذا هو زمننا زمن الأبرار القادمين من عالم الخالدين الملكوتي يضيئون كالشمس بأجنحتهم الملكوتية شهداء شاهدين على نور الله في الأرض يهيئون الأمم ليوم المحشر العظيم فيضيئون كالشمس في ملكوت أبيهم " أي في محضر ملكوت الله الأقدس النبي الخاتم والشاهد على كل الأمم في يوم المحشر المهيب في القدس النورانية المطهرة بعد تحريرها من دنس الصهاينة الخزر الأعرابيين !! وهنا المشهد الأخير في ملف الافساد الابليسي أوشك على نهايته السوداوية الملعونة !!

إنها قصة منظومة العدل الالهي التي أرادها العلي القدير في عالم الأمر تنتهي بديمومة أهل الله في الأرض يضيئونها كالشمس في واقع نوراني مهيب .. إنها مشهد الرحمة الالهية المهداة في العالمين .. مشهد النور في زمان الخاتمة وتبيان الحقيقة الأزلية الربانية في حقيقة المشهود في نظرية الخلق الانساني وكيف استجمعت الأرض بجلال نورها حالة التلاحم بين الانسانية والبشرية في روح ملكوتية صارخة ..

تشهد تلامس حركة الروح بين الأرض والسماء .. وتسقط فيها كل الصور الباطلة والمزورة منذ البدء وحتى زمان الختم الوشيك .. وتنكشف الحقيقة الأعرابية لحامل الشرك والكفر العالمي إبليس الرجيم :

دراستنا : إبليس عنوان الثقافة الأعرابية و السفيانية المرتدة :

تصدر بمشيئة الله تعالى قريبا

إنها مرحلة جديدة في عمر التاريخ الجديد في زمن الختم الذي لا يعلم امتداده سوى الله تعالى يحملها كل الروحانيين والشهداء الأحياء عند ربهم يرزقون وكذلك الأشهاد القادة الالهيون المحمديون " الأئمة عليهم السلام " .. إنها ميلاد روح القديسة الروحانية النجمة في تاريخنا الجديد من حياة المطهرين الأزليين الملكوتيين .. يحمل كل هذا الجمع ولأول مرة في التاريخ صورة الملكوت الالهي الحقيقية وهو سيد الخلق أجمعين محمد بن عبد الله الهاشمي عليه الصلوات والتسليم يسطع نوره فيكل الأرض يستضئ بها كل الروحانيين وهنا المحطة الفصل في علم التأويل الالهي المشرق في قول الله تعالى :

{وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }الزمر69 ..

وهنا محطة التأصيل لثورتنا الروحية المهيبة حيث سيشرق نور ربنا من وجه نبينا محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين في كل الأرض بنور الله العظيم .. ويوضع الكتاب وهو الذي فيه علم الحساب الالهي في الأرض يفتتحه خير الشاهدين من خلق الله تعالى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله الطاهرين ويبدأ ظهور الحق الالهي والحساب على الأرض قبيل السماء ويكون ذلك الموقف المهيب بشهود الشاهدين من السادة الأنبياء وأئمة أهل البيت النبوي المكرمين وهم " الشهداء "

ويقضي الله تعالى المتجلي على هذا الموقف الجلل الخطير بالحق بين الرسل وأتباع المرسلين بالحق الالهي وبحكم الله العادل وهم لا يظلمون .. في مواجهة رؤوس الكذبة والدجالين التاريخيين ...

وهنا نتوقف مع المشهد العظيم في قوله تعالى ف سورة فاطر :

{وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ }فاطر6 : فاطر4 ، 5 ، 6

آل النبي محمد صلى الله عليه وآله الطاهرين هم ثورة الخاتمين الروحانيين في وجه كلية المشركين والمفسدين في الأرض أعوان إبليس والدجال ..

فنحن النور المحمدي الأول والخاتم صرخة إلهية في وجه كل سياسات التكذيب التاريخي .. وتستكمل الصورة في الآيات المقبلة من سورة فاطر إنشاء الله تعالى

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطاهرين الأحرار المنتجبين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


بقلمي أخوكـــم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المفكر الاسلامي التجديدي

الشيخ محمد حسني البيومي

الهاشمـــي

**************

أهل البيت عليهم السلام

فلسطين المقدسة

نشرت بتاريخ : 1 رمضان 1431 هجرية

1أغسطس 2010 ميلادية

نشرت أولا على موقعنا :

( السيدة الزهراء عليها السلام مدرسة العشق الالهي )

http://hobelahy.wordpress.com/2010

ثم نشرت في العديد من المراكز والمواقع الاسلامية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق